mercredi 23 octobre 2013

الغرب واليهود والإسلام

الغرب واليهود والإسلام
الغرب واليهود والإسلام

في محاضرة للدكتور سلمان بن فهد بن عبد الله العودة حول العلاقة بين الغرب والاسلام واليهود يقول من الأشياء الطريفة أنني قرأت في مجلة، اسمها مجلة الشراع، يقول أحد الوزراء اللبنانيين: إن حافظ الأسد لما التقى بوزير الخارجية الأمريكي بيكر قال له: إذا لم يتم السلام في المنطقة العربية؛ فمن الممكن جداً أن تقابلني في المرة القادمة فتجدني قد أطلقت لحيتي! هذه إشارة إلى أن الجميع يدركون أن أعظم خطر يخيف الغرب ويهدده: هو الإسلام؛ ولذلك حتى حافظ الأسد يقول: إنه يمكنني أن أطلق لحيتي إذا لم تحققوا لنا السلام… يعني -طبعاً أن إطلاق اللحية هذا رمز معناه: أنه سوف يطلق حرية التدين -مثلاً- فسوف يسمح للناس أن يعبدوا ربهم، ويمارسوا دينهم ويدعو إلى ربهم والغرب يدري أن رجوع الأمة الإسلامية إلى دينها، رجوعها إلى أصالتها، رجوعها إلى ربها، هو أعظم خطر يمكن أن يواجهه الغرب؛ ولذلك يتحالف مع هؤلاء الزعماء من أجل الحيلولة بين الأمة وبين العودة إلى دينها، وبين التزامها بكتاب ربها وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام.
  • التحالف بين الغرب واليهود

إن هناك تحالفاً مكشوفاً بين الغرب وبين اليهود، بين الغرب القوي المدجج النصراني، وبين اليهودية العالمية متمثلة في الكيان اليهودي في فلسطين فقبل أن توجد إسرائيل، كان الغرب الصليبي يشعر بضرورة أن يوجد هذه الدولة، وقد عَقَدَ في أوائل العشرينات مؤتمراً أوربياً: ضم نخبةً من المفكرين والسياسيين الغربيين برئاسة وزير خارجية إنجلترا وقال هذا الوزير -في خطاب الافتتاح-: " إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء والواجب يقتضي ويحتم علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار تلك الحضارة، وقد توصل المؤتمر بعد دراسات كثيرة إلى خطة تقضي بالعمل المشترك على منع أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط -كما يسمونها- قال وذلك لأنها تشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوروبا " فالوسيلة لذلك هي منع توحدهم؛ لأنهم يشكلون وحدة في الحقيقة، وحدة من حيث الدين، وحدة من كل النواحي؛ فالوسيلة الفعالة لمنع اجتماع المسلمين في نظر ذلك المؤتمر هي: إنشاء قومية غريبة في المنطقة -قوميه معادية للسكان في شرق قناة السويس -وقد وضع خبراء الدول الكبرى -بريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا، والبرتغال، وأسبانيا، وإيطاليا- وضعوا تقريراً جاء فيه: " إن الخطر على الغرب يكمن في البحر المتوسط، فهو حلقة الوصل بين الشرق والغرب".
  • إسرائيل راعية المصالح الغربية

فإسرائيل مدينة لهم قبل وجودها، فهم أصحاب فكرة وجود هذه الدولة، وبعد أن وجدت وقامت على قدميها؛ فهي مدينة -على الدوام- في اقتصادها، مدينة في وجودها مدينه في دعمها، باختصار شديد: الغرب حليف تاريخي لإسرائيل من الناحية الدينية، ومن الناحية المصلحية ومن الناحية السياسية، فالغرب ينظر إلى إسرائيل على أنها هي قاعدة العالم الحر ونموذج الديمقراطية، وإن شئت قلت بأسلوب آخر: إن إسرائيل هي النموذج للنظام الدولي الجديد الذي تريد أمريكا أن تفرضه في المنطقة؛ بل في العالم؛ فهي دولة ديمقراطية -كما يقول الغرب- وهي كذلك دولة تحترم حرية الفرد، تعطيه حرية التعبير -مثلاً-، هي آخر المميزات التي يتكلمون بها عن أن إسرائيل توفرها لشعبها، وإسرائيل نفسها تقول هذا الكلام حتى إن إسرائيل مع الأسف تقول للعرب: نحن لم نفعل بالفلسطينيين الموجودين تحت دولتنا مثلما فعلتم أنتم معهم في عدد من البلاد العربية المجاورة، إننا كنا أرفق وألطف بالفلسطينيين منكم أيها العرب.
فإسرائيل تفتخر أمام العرب، وأمام العالم بأنها نموذج -كما تزعم، وما تقوله فيه جزء كبير من الحقيقة- نموذج للديمقراطية الغربية أي: ديمقراطية على النمط وعلى النظام الغربي، فتتظاهر بحفظ حقوق الإنسان خاصة -بطبيعة الحال- الإنسان اليهودي، أما الإنسان العربي: فالأمر يختلف؛ ولكنهم حتى مع الإنسان العربي يتحايلون بطرق ذكية.
على سبيل المثال: قبل وقت ليس بالبعيد قام مجموعة من المستوطنين وهجموا ليلاً على بعض البيوت والأحياء في القدس الشرقية، وأخرجوا أهلها منها واحتلوها، فصار نقاش في بعض الدوائر الإسرائيلية حول هذا العمل، فقام بعض الوزراء الإسرائيليين وقال بصراحة: أعترض على الطريقة التي تم بها إخراج العرب! لماذا يلجئون إلى ظلام الليل؟ ولماذا لم يخرجوهم في وضح النهار؟! إذاً: هو لا يعترض على إخراج المسلمين من بيوتهم؛ لكنه يعترض لماذا تخرجونهم بالليل؟! وما هو الداعي للتستر بالليل؟! لماذا لم تخرجوهم في وضح النهار، ثم قال: لماذا؟ لأنكم تملكون مستندات ووثائق أن هذه أرضكم، نعم! المستندات عندهم والكلام فيها يطول المقصود أنهم يحاولون أن يظهروا بمظهر أنهم قاعدة للعالم الحر، وقاعدة لتطبيق النظام الدولي الجديد الذي تنادي به أمريكا.
  • عقيدة الغرب في اليهود

وأما من الناحية الدينية؛ فإن الغرب عندهم عقيدة -والغرب نصراني كما تعلمون- عندهم عقيدة بأنه لن ينزل المسيح إلا بعد أن تقوم مملكة، يسمونها مملكة الله في أرض يهوذا في فلسطين، وهناك معلومات غريبة ودقيقة جداً ذكرها الدكتور خالد الحسن في كتابه: البعد الديني في السياسة الأمريكية، وتحدث بمعلومات خطيرة مذهلة عن عقيدة النصارى في أمريكا وغيرها منها أنه لا بد من قيام دولة إسرائيل التي يسمونها مملكة الله في فلسطين، وأنه بعد قيام تلك الدولة سوف تحصل معركة يسمونها هرمجدون، وبعد ذلك سوف ينزل المسيح -هكذا عقيدتهم- وإذا نزل المسيح يعتقد الغرب أن اليهود سوف يتحولون آلياً إلى نصارى سوف يتنصرون.
ولذلك يقول: لا تعجل عليهم الآن، دعهم وما هم فيه؛ لأن نزول المسيح كفيل بتحويلهم إلى نصارى، فعندهم عقيدة دينية خلفية، تجعل أمريكا تدعم إسرائيل بلا حدود ولا قيود.
الضغط اليهودي في الغرب
وهناك قضية اللوبي الصهيوني، جماعات الضغط اليهودية في أمريكا -وهي جماعات كثيرة جداً وعلى كافة المستويات، وبعض رؤساء هؤلاء الجماعات يملكون ويأخذون مرتبات تفوق مرتب رئيس أمريكا نفسه! وهذه الجماعات مهمتها تبني مواقف إسرائيل في القضايا، والضغط على كل المؤسسات الغربية والأمريكية لدعم إسرائيل، سواء أكان دعماً معنوياً في المحافل الدولية أم دعماً مادياً، ومع ذلك كله؛ فإن الغرب يعتبر نفسه مستفيداً من وجود إسرائيل، لأنها آمنة على مصالحه في المنطقة.
فإذا كنا نعلم جميعاً أن منطقة العالم الإسلامي، منطقة في غاية الخطورة والأهمية بالنسبة للغرب، خاصةً حين نعلم أنها تحتوي على معظم الموارد والثروات، والمعادن التي يحتاجها الغرب في حضارته وصناعته، بل وفي حياته اليومية الفردية، فإن الغرب لا يمكن أن يثق بالعرب والمسلمين، مهما قدموا فروض الطاعة والولاء، ومهما ظهر منهم من الإخلاص، إلا أنه لا يأمل أن يظهروا يوماً من الأيام أو يتبدلوا، فهو يحس أن الوضع المستقر -أمنياً وسياسياً- وغير قلق، غير قابل للتذبذب؛ لأنه وضع يعتبره الغرب قائم على أسس ديمقراطية إنه وضع إسرائيل، ولذلك يعتبر الغرب إسرائيل هي الحليف التاريخي في تلك المنطقة، وهكذا صار الغرب حليفاً لإسرائيل، وإسرائيل حليفة للغرب.
فالحقيقة حين تكون أمريكا قائمةً -مثلاً- بجهود السلام، فلا يمكن أن يتصور أنها وسيط معتدل أو وسيط منصف؛ لأنها وسيط غير محايد ولا نظيف ولا نزيه، بل هي مسئولة عن كل التقدم الذي أحرزته إسرائيل في كافة المجالات السياسية والعسكرية، وفي مجال الحروب، واحتلال الأراضي وغيرها، وليس سراً أن يقال: إنه بعد أن احتلت إسرائيل هضبة الجولان لم توافق أمريكا على إدانتها في المحافل الدولية، بل أرسل الرئيس الأمريكي لإسرائيل خطاباً فيه اعتراف بضم الجولان إلى إسرائيل، وهذه من القضايا الشائكة أمام ما يسمى بمؤتمر مدريد.
الكونجرس كما تعرفون هو من أعلى السلطات في أمريكا، ليس غريبا أن تعلم أن سبعة وثلاثين من أعضائه هم من اليهود، وباقي أعضائه هم من المتعاطفين مع اليهود أو من الذين يدفع لهم اليهود آلاف الدولارات للعمل في مصلحتهم، وأي عضو في الكونجرس لا يخدم مصالح اليهود؛ تتم الإطاحة به عند الانتخابات؛ وذلك بشراء الأصوات المؤيدة له بملايين الدولارات، كما حصل ذلك مثلاً لعضو الكونجرس الأمريكي ول فندلي، الذي خدم اثنتين وعشرين سنة، وبعد ذلك تم عزله ثم ألف كتاباً عنوانه: من يجرؤ على الكلام، تكلم فيه عما يسمى باللوبي الصهيوني، أو جماعات الضغط في أمريكا، وهي ليست كلها يهودية، فهناك جماعات ضغط صهيونية، وهناك جماعات ضغط نصرانية مسيحية يسمونها أصولية وهي -أيضاً- متعاطفة مع اليهود، وتحمل العقيدة التي أسلفت الحديث عنها.
في أمريكا يوجد ستة ملايين يهودي يسيطرون فيها، على أشياء كثيرة، فكثير من الصحف يهودية، بعض الصحف اشتراها أغنياء اليهود.
الأمم المتحدة التي تدعي حفظ السلام العالمي، يمثل فيها اليهود (60%) من الموظفين والمستشارين، ولهذا تسعى إلى حفظ المصالح اليهودية في شتى أقطار العالم.
أما مجلس الأمن، فإن معظم مندوبي الدول الأعضاء فيه من اليهود، راجع في ذلك كتاب النفوذ اليهودي لـ فؤاد الرفاعي.
  • عداوة الغرب واليهود للإسلام

أما الغرب فعداوته للإسلام ظاهره مكشوفة، فعداوة النصارى معلنة، والحروب الطاحنة بين المسلمين وبين النصارى يحفل بها التاريخ، وما الحروب الصليبية الكثيرة، بل الحملات الصليبية التي استمرت مئات السنين إلا نموذج للكيد النصراني الصليبي الحاقد على الإسلام؛ ولا زالت النصرانية بجيوشها وأعدادها وقوتها، لا زالت هي أوسع خطر يهدد الإسلام؛ لكثافتها وكثرة عددها، أما بالنسبة لليهودية: فهي بلا شك أكثر ضراوة من حيث العداوة كما قال عز وجل: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82] .
فهي أضر في العداوة وأقسى وأشد، ولكن اليهودية محدودة القوة، ومحدودة العدد، ولذلك فإنها لا تسلك مسلك المواجهة الصريحة المباشرة مع المسلمين، بل تلجأ إلى أساليب الحيلة والدهاء، والكيد من وراء الظهور.
فهم يستخدمون -مثلاً- عملاءهم في صنائعهم في العالم الإسلامي -لا أقول اليوم فقط، بل منذ فجر التاريخ- فكم خربوا في بلاد الإسلام ومجتمعات الإسلام من خلال يهود يتظاهرون بالإسلام، ثم ينشرون العقائد الباطلة، أو يخربون بين المسلمين، أو يحدثون بينهم الفتن.
ولعل عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أعلن أو تظاهر بالإسلام، نموذج للكيد والدس اليهودي الذي يبرز في كل زمان.
خرجوا يقطرون سماً زعافاً ومن ابن السوداء فيهم أمير ومع ابن السوداء يرميك رامٍ غادر من بنيك فظ كفورُ ابن السوداء ليس رجلاً انتهى ومضى ودفن لا، فـ ابن السوداء يبرز عليك في كل زمان وفي كل مكان بأقنعة شتى وألوان شتى، فقد يكون ابن السوداء، وقد يكون ابن البيضاء في أحيانٍ كثيرة؛ وليس المهم لونه ولا جنسيته ولا وطنه، المهم أنه يخدم مخططات اليهود، ويعمل بتعاليمهم وينفذ ما يخدم مصالحهم من خلال الكيد الخفي المدروس، لا من خلال الحرب المعلنة.