بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين أما بعد.
يتردد على مسامعنا في كثير من الأحيان أن المرأة ناقصة عقل ودين وربطون ذلك باسم الدين. بل قد يستدل البعض بأحاديث نبوية على ذلك. في هذا المقال سنحاول شرح التضليلات التي قد لا تكون متعمدة من البعض ولكن لسوء الفهم فقط.
في البدأ لا بد أن نشير الى الحديث الذي يستدل به الكثيرون حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "النساء ناقصات دين وعقل" . وتفسير هذا الحديث يأتي مباشرة في تكملة الحديث نفسه الذي يتجاهله كل من يسب المرأة بالنقص حيث قال ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن، فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟ قيل يا رسول الله ما نقصان دينها ؟ قال : أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ )
اذن فالحديث يدل على أن نقصان عقلها انما يعني جهة حفظها أن شهادتها تجبر بشهادة أخرى لاحتمال نسيانها وأما نقصان دينها فذلك راجع لعدم صومها وصلاتها في حال الحيض والنفاس ولا تقضي الصلاة فهذا من نقصان الدين ولا يجب المؤاخذة عليه وانما هو حاصل بشرع الله تبارك وتعالى رحمة من الله بالمرأة لاحتمال أذاها ان صامت في تلك الأحوال ـ هو الذي شرعه ـ سبحانه وتعالى ـ رفقاً بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك . فمن رحمة الله أن شرع لها ترك الصيام ثم تقضيه، وأما الصلاة ، فلأنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة . فمن رحمة الله ـ عز وعلا ـ أن شرع لها ترك الصلاة ، وهكذا في النفاس ثم شرع لها ألا تقضي الصلاة ، لأن في القضاء مشقة كبيرة ، لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات . والحيض قد تكثر أيامه . تبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام ، وأكثر النفاس قد يبلغ أربعين يوماً . فكان من رحمة الله عليها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداءً وقضاءً ، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء ونقص دينها في كل شيء ، وإنما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقصان عقلها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس . أما الصلاة فلا تصلي لأن ضرط الطهارة غير موجود ولا تقضيه لكثرة عدد الفرائض عليها وطول فترة الحيض رأفة بها.
في الختام أيها الأخوة نرجوكم رأفة بالمرأة لأن لو كانت ناقصة العقل ما ربت لنا أجيال أخذت بريادة العالم ورسمت معالم وبطولات لا تنسى أبد الابدين وحين تخلت على ذاك الدور في هذا الزمان فسد المجتمع وتخلف الشباب وصرنا أمة تستهلك ولا تنتج أستحلفك بالله من له بصمته بعد هذا هل المرأة أم الرجل